هل تشكل مواقع التواصل الاجتماعي خطراً على صحة المراهق النفسية؟
لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي قد أصبحت من الضروريات في حياة الأفراد في المجتمعات اليوم، فأصبح تصفّح فايسبوك وتويتر وإنستاغرام وغيرها من المواقع من ضمن يومياتنا، لا بل من أساسيات يومنا.
ولكن هل تعلم أن الاسراف في استخدامها وخاصة من قبل المراهقين قد يشكل خطراً على صحتهم النفسية. هذا ما توصلت اليه دراسة حديثة، حذرت من ان الانخراط بشكل مفرط في استعمال مواقع التواصل الاجتماعي ممكن أن يجعل المراهقين يعيشون في هذا العالم الافتراضي، بشكل يجعلهم مرتبطين به بشكل كبير، وذلك من شأنه أن يسبب لهم العديد من المشاكل النفسية، من ابرزها:
الاكتئاب: وذلك لأن المراهقين كثيراً ما يجدون أنفسهم يقارنون بين حياتهم واللحظات الجميلة التي يعرضها أصدقاؤهم الافتراضيون من خلال الصور على صفحات التواصل الاجتماعي، مما يولد لهم الشعور بالإحباط والاكتئاب والغيرة.
التوتّر: في بعض الأحيان يشعر المراهق بالتوتّر إذا لم يكن لديه أي صورة جذابة ليضعها على صفحته على فايسبوك أو إذا لم يحصل على عدد كبير من المعجبين على إنستاغرام، أو إذا لم يحصل على ردود على تويتر مثلاً، فيربط ثقته بنفسه بمعدل التجاوب والإعجاب الذي يمكن أن يحصده على هذه الصفحات.
الإدمان: إن كثرة تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي تسبب حالة تشبه الإدمان عند المراهقين، فهم يصبحون غير قادرين على الابتعاد عن الشاشات، خوفاً من أن يمر شيء من دون أن يطلعوا عليه فلا تكون لديهم الفرصة للتعليق.
العزلة والانطواء: لا شك أن المراهق يفضل تمضية الوقت مع أصدقائه على صفحات التواصل الاجتماعي على زيارة الأصحاب والعائلة. وذلك يخلق تباعداً بينه وبين أفراد العائلة من جهة، وبينه وبين أقرانه من جهة أخرى، والإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي يشكل ما يشبه السجن الذي يقبع فيه المراهق ولكنه يشعر فيه بالسعادة "الافتراضية".
اضطرابات الطعام: يعاني الأشخاص الذين يمضون أوقاتاً طويلة أمام شاشات الكومبيوتر أو الهواتف الذكية من اضطرابات الطعام، ومنهم من يصاب بالشره المرضي نتيجة الجلوس لوقت طويل من دون حركة واستهلاك كميات كبيرة من الأطعمة ومنهم من يفقد الشهية نهائياً بسبب الصور النمطية التي تدفعهم إلى الوصول إلى النحافة المفرطة.
اضطرابات النوم: الإدمان على تصفح مواقع التواصل الاجتماعي يجعل المراهق يسهر لأوقات متأخرة في الليل لمتابعة كل جديد على هذه الصفحات وللتواصل مع أصدقائهم الافتراضيين، وذلك من دون شك يسبب لهم الاضطرابات في النوم، ويؤثر سلباً على أدائهم الدراسي ونشاطاتهم اليومية.