زينة صوفان: نعيش في زمن العلاقات العامة
زينة أكّدت أن «بالدرهم» تحوّل إلى أحد أبواب برنامجها الجديد «خارطة المال» على «تلفزيون دبي». من المصدر
لا تخفي الإعلامية اللبنانية، زينة صوفان، فرحها بنيلها جائزة «الهيثم للإعلام العربي» بالأردن، أخيراً، معتبرة هذه النوعية من الجوائز محطات تذكرها بضرورة التمسك بالطريق الذي سلكته بإرادتها، وهو العمل الإعلامي الذي تراه يحتاج إلى جهد ومثابرة.
وأضافت صوفان: «نعرف جيداً أننا نعيش في زمن العلاقات العامة، لذلك تسلط الجوائز والاحتفاليات الضوء على الذين يأخذهم انشغالهم بعملهم بعيداً عن الأضواء، فتثبت في وعي الجمهور أحقيتهم في التميز، وبالتالي متابعة ورصد ما يقدمونه على الصعيدين المهني والإنساني».
وعن أسباب توقف برنامج «بالدرهم»، الذي قدمته على قناة دبي، أكّدت صوفان لـ«الإمارات اليوم»، أن «هذا البرنامج الناجح قد تحول إلى أحد أبواب برنامجها الجديد (خارطة المال)، ليشكل بذلك وجهاً من وجوه التطوّر الطبيعي الذي استهلت به مشوارها الإعلامي مع شبكة قنوات دبي».
ويهتم برنامج «خارطة المال» بآخر المتغيرات الاقتصادية في عالم المال والأعمال، وتعتبره صوفان بمثابة المجلة التلفزيونية الأسبوعية، التي تسلط الضوء على تجربة روّاد الأعمال الشباب، الذين أطلقوا مشروعات ولم تكن تجربتهم موفقة في مضمار الأعمار، مضيفة: «إننا محتاجون إلى استيعاب العالم من حولنا، لهذا وجب علينا أن نغيّر شيئاً من أنفسنا ومن مفاهيمنا».
وحول الآليات التي اتبعتها الإعلامية لتبسيط المفاهيم الاقتصادية النخبوية للمشاهد العادي وتقديمها تلفزيونياً بطريقة يتفاعل معها المتابع ويفهم تأثيراتها على الحياة من حوله، قالت: «إن الموضوع بسيط ولا يحتاج إلى جهد استثنائي، فأنا كأي فرد آخر أتساءل عما إذا كان الوقت مناسباً لشراء عقار جديد، وما إذا كان الاستثمار في سندات بجزء من مدخراتي سيؤمن لي عائدات أفضل من الوديعة المصرفية. وأنا تماماً كما جمهوري، أرغب في فهم تداعيات تباطؤ الاقتصاد الصيني على أسعار الأسهم التي بحوزتي، وكيف سترتفع فاتورتي في السوبرماركت نتيجة هذا التضخم.. فالاقتصاد هو حياتنا الحقيقية التي نمارسها كل يوم وكل ما نفعله في خارطة المال هو عملية تسمية الأشياء بأسمائها لتحمل دلالات خاصة».
وتعترف زينة صوفان بأنها لم تختر التخصص في مجال الإعلام الاقتصادي: «كنت في التسعينات مراسلة لإحدى الوكالات في بيروت، وكانت مهمتي مرتبطة حينها بمتابعة وتغطية الأحداث المتوالية لفترة ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية، كما عملت مراسلة حربية إبان الاعتداءات الإسرائيلية والمجازر التي رافقتها، إذ كتبت كثيراً خلال هذه الفترة عن إعادة إعمار بيروت ومشروعات النهوض بلبنان، لاسيما في مرحلة تزامنت مع افتتاح البورصات العربية المتلاحقة، وارتأت إدارة الوكالة أن ترسلني إلى دورات تعليمية في مجال الصحافة الاقتصادية في الخارج لتلبية متطلبات المرحلة».
وذكرت أنها «لم تواجه أي معوقات مرتبطة بوجود المرأة في هذا المجال»، لافتة إلى كثرة التجارب النسوية في الإعلام الاقتصادي العربي الذي تفوق فيه النساء أعداد الرجال. ونوّهت إلى أن العمل في المجال الاقتصادي يحتاج إلى التخصص المتأتي، والتدريب «وهذا مفتقد إلى حد بعيد لدينا».
ولا تخفي زينة شعورها بالأسف لعدم قدرتها على مواصلة مشوارها الأكاديمي، الذي استهلت جزءاً منه في كلية محمد بن راشد للإعلام في الجامعة الأميركية بدبي، واصفة هذه المرحلة بالمحطة المضيئة التي لن تنساها. وأوضحت: «لم يعدّ بإمكاني الموازنة بين الجوانب المهنية والجوانب العائلية والاجتماعية في حياتي، وهذا ما يجعلني غير راضية بأنصاف الحلول ومنحازة بالتالي لتجربة على حساب أخرى».
وعن آليات انتقائها لموضوعاتها وطرق تطوير أدواتها في الإعلام، أشارت إلى مصادرها في عالم المال والأعمال التي تستقي معظمها من بعض قراءاتها المتخصصة، أو متابعاتها الدؤوبة لعالم المال والأعمال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تعتبرها «أول الخيط الذي يقود للبحث والقراءة المعمقة في المصادر المتخصصة».
وبعيداً عن «الاقتصاد» تقول زينة صوفان: «أحرص دائماً على أن أقرأ مع ابنتي قصصاً باللغة العربية بشكل يومي، وبين الحين والآخر أحاول الاستمتاع ببعض ما تقدمه دبي من أحداث فنية وثقافية وترفيهية كثيرة».
ميزانية العائلة
رداً على سؤال حول مدى نجاحها في إدارة ميزانيتها الخاصة وميزانية عائلتها الصغيرة، قالت زينة صوفان، وهي تبتسم: «إن هذا مشروع قيد المراجعة والتجربة المستمرة، لكنني محافظة بالتأكيد على ورقة (الأكسل) الخاصة بميزانية عائلتي التي أقوم بتعديلها مع زوجي عاماً بعد آخر. وعلى نهج بعض الحكومات، سنظل هذا العام ملتزمين ببنود الإنفاق، وغير خاضعين لأي استدراج قد يق