عاصي الحلاني يشعل مسرح تاراتاتا بإحدى أجمل حلقاته
في هذه الحلقة من "تاراتاتا" نجمان من لبنان ومصر ألهبا الجماهير الحاضرة. الحلقة لفارس الأغنية العربية عاصي الحلاّني حلّ فيها إيهاب توفيق ضيف شرف وإضافة لكل من رويدا عطيّه وأماني السويسي.
مما لا شك فيه أن كل حلقات "تاراتاتا" تحمل في طيّاتها طابعا مميّزا يجذب ويترك انطباعا خاصّا عند كل من يشاهدها، إلا أن حلقة عاصي الحلاني كانت من أكثر الحلقات إيقاعا وحماسة.
البداية كانت مع عاصي الحلاني وسولو أغنيته "صوت الحدى"، تلاها ديو لعاصي الحلاني وإيهاب توفيق لعبد الحليم حافظ و"أنا كل ما قول التوبة".
اللحظة كانت مميّزة ومؤثرة. فلكل من عاصي الحلاني و إيهاب توفيق مكانته ولونه وطبقته الصوتية والغنائية الخاصّة، لذلك أن تراهما يغنيان سويّا بهذا التناغم وبهذه العفوية والسلاسة دون أن يحاول أحدهما "منافسة" الآخر هو حدث بحدّ ذاته استمتع فيه كل شاهد تلك الحلقة فرأينا الجمهور متفاعلا ومنسابا ومتحمّسا كما لو أننا في مهرجان يحضره عشرات الآلاف من الحاضرين.
وربما ما يمّيز عاصي الحلاني هو قدرته كفنان على أداء جميع الألوان الغنائية بإحساس كبير على حدّ سواء. فبعد أن غنى عبد الحليم، عاد عاصي الحلاني إلى اللون الفولكلوري الجبلي اللبناني الذي اشتهر به وانطلق من خلاله في بداياته، فأدى مع رويدا عطية أغنية "عالعين موليّتين" لسميرة توفيق.
الأغنية الفولكلورية مع رويدا عطية محطة مميّزة أخرى في هذه الحلقة أعاد فيها كلا الفنانين زمن نصري شمس الدين وصباح ووديع الصافي.
في هذه المحطة "دبك" (أي رقص الدبكة) ابن البقاع والتراث اللبناني وزمهرت معه الطبلة و صاح معه الطبل، وقالت رويدا الأوف، فماج معهم الجمهور راقصا ومصفقا ومغنيّا في لحظة من الفنّ نادرا ما نراه على شاشاتنا .
وعن هذه اللحظة قال عاصي الحلاني في كواليس "تاراتاتا" أنها كانت مميّزة إلى درجة أنه عازم على تقديم تعاون غنائي مع الفنانة رويدا عطية ذات الصوت الهدّار ليعيدا إلى الأغنية التراثية الجبلية بريقها.
بذلك يكون "تاراتاتا" قد تعدّى طابعه الإنتاجي الترفيهي ليصل إلى هدفه الحقيقي وهو إحداث زلزال وضخّ دم جديد ورؤيا جديدة للفن العربي من خلال جمعه أهم العناصر على مسرح واحد فيختبر هؤلاء ويروا بأم العين الوقع الإيجابي لتعاونهم وتترجم هذه الخبرة أعمالا موسيقية وغنائية جديدة و"قوية".
وربما يجدر هنا الإشارة أن برنامج ك"تاراتاتا" ، من خلال جمعه بين النجوم والفنانين الصاعدين الواعدين على مسرحه، يعطي من ناحية دفعا جديدا للفانين العريقين كما يعطي من ناحية أخرى فرصة للفنانين الشباب للاختلاط مع الذين سبقوهم وإثبات قدراتهم من خلال التعاون الغنائي معهم. فمجال الأغنية العربية اليوم "ملوّث" بالتصنيفات الفئوية للفنانين مما يجعل كل "فئة" متقوقعة على ذاتها وغير منفتحة على الآخرين، وهذه حواجز يريد "تاراتاتا" كسرها ليرقى الفن العربي بكل عناصره.
بعد الديو الجبلي، ديو باللهجة الخليجية غنّاه عاصي الحلاني مع الفنانة التونسية من نجوم ستار أكاديمي أماني السويسي وأغنية "بعاد كنتم" لفنان العرب محمّد عبده.
إضافة إلى أغاني الديو التي تميّز طابع "تاراتاتا" كانت مشاركات فردية لفناني الحلقة، فأدى عاصي الحلاني أغنيته من الألبوم الأخير "باب عم يبكي" بلحظة ّ مؤثرة جدا ومن ثم أغنية "جن جنوني"، أما إيهاب توفيق فقدّم أغنيته "الله عليك يا سيدي" كما قدّمت أماني السويسي أغنيتها "يلّي شايف نفسو".
أما ختام الحلقة فكان كما أراده عاصي الحلاني لبنانيا فولكلوريّا وجبليا بامتياز مع تريو "يا مارق ع الطواحين" لنصري شمس الدين مع كل من رويدا عطيّة وأماني السويسي.