أزمات الشرق الأوسط في موازين العلاقات العربية الروسية
دبي: 16 أكتوبر 2017
ناقشت حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قابل للنقاش" الذي تعده وتقدمه الزميلة نوفر رمول، على شاشة تلفزيون دبي، موضوع العلاقات العربية الروسية، على ضوء زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لروسيا، وعقد قمة هي الأولى من نوعها، خلال تاريخ العلاقات الثنائية السعودية -الروسية.
ولإثراء النقاش استضافت الحلقة من لندن، الكاتب والمحلل السياسي السعودي سلمان الدوسري، ومن أبو ظبي أحمد المسلماني، الكاتب والمستشار السابق للرئيس المصري كما استضافت من موسكو، نيكولاي سوخوف، الباحث الروسي بمعهد الاستشراق، ونائب رئيس مركز الدراسات الشرق أوسطية.
وتناول النقاش بالبحث والتحليل مراحل وأسباب التقارب الراهن بين العرب والروس، ونقاط الخلاف الرئيسية في ملفات الشرق الأوسط الساخنة، وآفاق التعاون الاقتصادي، وسبل تفعيل التعاون الإستراتيجي بين الطرفين.
وأجمع المتحاورون على أهمية العلاقات مع موسكو في تحقيق التوازن المطلوب في الشرق الأوسط، وتخفيف التوتر المتصاعد، وإيجاد حلولٍ توافقية للأزمة السورية، إضافة إلى محاربة الإرهاب الذي بدأ يتلقى ضربات قوية في المنطقة.
السعودية بوابة خطب ود العرب
وحول دواعي التقارب العربي الروسي، وأهمية القمة السعودية الروسية في تهيئة الأرضية لبناء جسور الثقة بين الطرفين، أكد الكاتب الصحفي سلمان الدوسري أن "ما تغير هو انتهاء حقبة الحليف الأوحد" معتبراً أن "الرابحين هم من يفتحون علاقات مع القوى العالمية الكبرى".
وأوضح أن الرياض تنتهج سياسة متوازنة في الانفتاح على الدول الكبرى، وإن كانت العلاقات مع موسكو شهدت توترا في الفترة الماضية، "إلا أن وروسيا عادت بشكل قوي خلال العقد الماضي، بعد أن استشعرت أن الولايات المتحدة تريد إبعادها من المنطقة".
ورأى الدوسري أن السعودية دولة مهمة لاستقرار المنطقة، لذلك فإن "روسيا تدرك جيدا أنه بدون السعودية لا تمكن محاربة الإرهاب، ولا مد جسور تعاون ناجع مع المجموعة العربية والإسلامية في الإطار العام".
وأصل الباحث نيكولاي سوخوف لمراحل العلاقات العربية الروسية، مركزاً على ما وصفه بتذبذب هذه العلاقات مع السعودية، وخلص إلى القول إنه "ليس من الممكن أن نتجاهل مرحلة الصدام السياسي تلك، إذ يتذكر الروس أن السعودية وقفت ضدهم في جبهاتٍ عدة، ولم تعد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلا في عام 1991 ".
وألمح سوخوف إلى أنه مع بداية الحرب الأهلية في سوريا توقفت العلاقات حتى 2015 عندما تغيرت القيادة في السعودية، وتغيرت السياسة الخارجية، معتبرا أن زيارة ولي العهد السعودي لروسيا في 2015 كانت بداية الانفتاح على روسيا "لأن القيادة السعودية الجديدة فهمت أن العلاقة مع روسيا يجب أن تكون أكثر مرونة، وهكذا بدأ عهد جديد من الإيجابية تكلل بزيارة العاهل السعودي لموسكو قبل أيام".
المسلماني: نحن اليوم إزاء سعودية جديدة وروسيا جديدة
من جانبه رأى الكاتب الصحفي أحمد المسلماني أن عهد الحرب الباردة قد ولى، وأن "المرحلة الراهنة مرحلة براغماتية، حيث تحل المصلحة محل الصديق والعدو" وأضاف قائلا: "نحن الآن إزاء السعودية وروسيا الجديدتين، فالسعودية تمثلها رؤية 2030 وهي رؤية سياسية واقتصادية وثقافية جديدة، كما أننا إزاء روسيا بوتين جديدة، يميزها التواجد العسكري والاقتصادي، وهكذا فإن روسيا تحتاج إلى السعودية والسعودية تحتاج إلى روسيا حيث يجب أن تكون هناك استثمارات سعودية في روسيا، وهناك مشاريع روسية في السعودية".
وأشار المسلماني إلى أن علاقات السعودية مع روسيا قائمة من قبل هذه الزيارة، لكنها بالتأكيد ستوسع مجال التعاون، وخلص إلى القول إن "دبلوماسية الصواريخ هي الرؤية الأمريكية في المنطقة، وإيران لديها إس 300 وتطلب إس 400 والكل يتعامل بدافع المصلحة، والبرجماتية سيدة الموقف، وهكذا فإن السعودية الجديدة مثل روسيا الجديدة تتطلع لمصلحتها أولاً، وهو موقف صائب جداً".
وفي السياق ذاته أوضح الدوسري أن سيعي السعودية للحصول على أسلحة من روسيا أو غيرها ليس رسالة موجهة للولايات المتحدة ولا إلى غيرها، إذ السعودية تبحث عن مصالحها "خصوصا أن تجارة السلاح مفتوحة على مصراعيها وروسيا إحدى أفضل مصنعي السلاح في العالم".
وبرر الدوسري المسعى السعودي قائلا "في حرب اليمن تجلت هذه المصلحة، فعندما أوقفت الولايات المتحدة توريد السلاح للسعودية بسبب كونها تقاتل هناك، لتأمين حدودها في وجه التدخل الإيراني، فإنه من المفيد أن يكون هناك شركاء آخرون".
وختم بالقول إن صواريخ إس 400 هي نفسها التي تحاول تركيا، العضو في الناتو، الحصول عليها، رغم المعايير والشروط الموجودة داخل الحلف، وليست هناك مشكلة في تنوع مصادر توريد السلاح.
ومن جانبه رأى نيكولاي