في برنامج "قابل للنقاش" مع نوفر رمول على شاشة تلفزيون دبي
دبي: 19 نوفمبر 2017
ـ بحثت حلقة هذا الأسبوع من برنامج "قابل للنقاش" الذي يبث على شاشة تلفزيون دبي، مظاهر تنامي الخطر الإيراني على الأمن والاستقرار في المنطقة، وأدوار إيران في إذكاء الصراعات والحروب من جهة، ووقوفها في وجه جهود الحل السياسي لأزمات المنطقة المختلفة، من جهة ثانية.
واستضاف البرنامج، الذي تعده وتقدمه الزميلة نوفر رمول، كلاً من الدكتور علي خشيبان الأكاديمي والكاتب السعودي، من الرياض، ومن القاهرة الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ومن استيديو البرنامج في دبي الكاتب والمحلل السياسي السيد إياد أبو شقرا.
وناقشت الحلقة أوجه دعم إيران لميليشياتها وأذرعها المسلحة في المنطقة العربية، من صنعاء وحتى بيروت، وتحريضها لتلك الأذرع على القيام بأعمال عدوانية ضد العديد من دول المنطقة.
وأجمع ضيوف الحلقة على خطورة المرحلة، على ضوء التصعيد الكبير بين ضفتي الخليج، وعلى ضرورة تكاتف المجموعة العربية والمجتمع الدولي لإيقاف عدوان إيران، والحد من تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، الذي بات مقلقاً للمجتمع الدولي أكثر من أي وقت مضى.
لهذه الأسباب يصعب التعايش مع إيران
رأى الدكتور علي خشيبان أن المواجهة أصبحت على أبواب الأوطان، وأن الأمور وصلت إلى خطوط التماس، متتبعاً مراحل الأزمة بين السعودية وإيران، ومعتبرا أن المحاولة الإيرانية للدخول إلى المنطقة قائمة على إيديولوجية زرع البعد الطائفي، وهو ما ترى فيه السعودية خطراً على المنطقة، وتجابهه منذ أكثر من ثلاثة عقود، إلا أن تمادي إيران، حمل السعودية على اتخاذ خطوات جريئة وتحذيرية بضرورة إيقاف هذا النهج.
وأشار د. خشيبان إلى أن الصراع سياسي تاريخي أيديولوجي، منبهاً في الوقت ذاته إلى أن المصالح الغربية في منطقة الخليج والمنطقة العربية أكبر من تلك التي في إيران، وأن استراتيجية الولايات المتحدة تغيرت مقارنة بعهد أوباما، مما يرجح كفة الخليج العربي في الصراع، حيث أن مراكز النفوذ الأمريكية تشجع على المواجهة مع إيران.
ومن جانبه شدد إياد أبو شقرا على أنه يستحيل التعايش مع إيران بنهجها العدواني في المرحلة الراهنة، لهذا فالسعودية في مقدمة المواجهة، وهي ترفع لواء تعريب التصدي للمد الإيران، ومن من المؤسف كون عدة دول عربية اليوم فريسة لإيران، ودول عربية أخرى لا تدرك خطورة المخطط الإيراني الذي بدأ عام 1979عبر فكرة تصدير الثورة، وبه تمكنت إيران من تشكيل ميليشيات عقائدية في المنطقة ترتبط بها وتأتمر بأمرها.
وبرر شقرا عدم تحمس الغرب لمجابهة إيران بالقول "إن الاتحاد الأوربي يعتقد أن لديه مصالح كبرى مع إيران، مثل الخليج، لكن لديه إشكاليات داخلية، فقضايا مثل البريكست وصعود اليمين المتطرف والوضع في كتالونيا أوضحت مقدار الهشاشة التي يواجهها الأوروبيون وهم ليسوا ميالين بطبعهم لإحداث تغييرات كبرى في الأوضاع العالمية، ولديهم حساسية مفرطة تجاه أي تحولات تتعرض لها الضفة الجنوبية من البحر المتوسط، لأن موجات الهجرة ستتحرك ستحل في اتجاههم حتماً" حسب تعبيره.
وفي السياق ذاته قال د. طارق فهمي إن العد التنازلي للتعامل مع إيران بدأ باستراتيجية تقودها السعودية، ببعديها الإقليمي والدولي، والسعودية قادرة على إيجاد اصطفاف عربي وإقليمي ودولي، خاصة إذا ما قررت الولايات المتحدة تنفيذ استراتيجية ترامب التي أعلنها في خطابه الأخير حول إيران.
العراق خط أحمر لدى إيران ... والقرار بيد واشنطن
الدكتور علي خشيبان شدد على أن العراق له أهمية أكبر من سوريا لدى الإيرانيين، وقال "العراق خط أحمر لدى إيران أما سوريا فهي نتيجة وليست سببا".
وألمح إلى أن العراق سيكون مسرحا للتغيير، خاصة أن السعودية تحظى بفرصة كبيرة باللعب بورقة الطيف السني، لذا تحاول إيران تشتيت الأنظار عن العراق، تفاديا لدعم السعودية للطيف السني فيه، لأنه سيشكل توازنا حقيقيا مقابل النفوذ الإيراني.
وخلص إلى أن إيران قلقة من الجهود السعودية لتنظيف المشهد من الأشواك التي زرعتها إيران، التي تعلم جيداً أن نهايتها ستكون عبر إحياء الطيف السني العراقي.
ويرى إياد أبو شقرا: أن إيران على يقين من أن قرار مجابهتها وحصارها يأتي حتما من واشنطن، معتبرا أن سياسة إيران بوجهين اثنين دائماً، وجه للغرب ووجه للعرب، يمثلهما جواد ظريف وقاسم سليماني، فالأول يعالج الأزمات بالكلام المعسول، والثاني تيار للقتل، فيما وقفت السعودية في مواجهة هذه الازدواجية التي مكنت إيران من السيطرة على أربع عواصم عربية.
ونبه أبو شقرا إلى أن التحدي الكبير يقع الآن على جامعة الدول العربية، فهي مطالبة باستعادة دورها الذي أنشأت من أجله، وقال "كنا أمام قضية محورية هي قضية فلسطين والآن نحن أمام فلسطينات ع