الصيام والطاقة
فرض الله سبحانه وتعالى الصيام على الإنسان لما فيه مصلحة ومنفعة له بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ).
و قد عُرف الصيام منذ آلاف السنين قبل الإسلام عند معظم شعوب العالم، وكان دائماً الوسيلة الطبيعية للشفاء من كثير من الأمراض، وأن الصوم هو الطريق الطبيعي للشفاء من الأمراض!
وقد أكدت الدراسات اليوم أن مستوى الطاقة عند الصائم يرتفع للحدود القصوى!!! فعند الصوم تحصل تغيرات كثيرة داخل جسدك من دون أن تشعر، فهنالك قيود كثيرة تُفرض على الشياطين، فلا تقدر على الوسوسة
والتأثير عليك كما في الأيام العادية، وهذا ما يرفع من مستوى الطاقة لديك لأنك قد تخلصت من مصدر للتوتر وتبديد الطاقة الفعالة سببه الشيطان.
وبما إن أكثر من عُشر طاقة الجسم تُستهلك في عمليات مضغ وهضم الأطعمة والأشربة التي نتناولها، وهذه الكمية من الطاقة تزداد مع زيادة الكميات المستهلكة من الطعام والشراب،
فإن الصيام يوفر هذه الطاقة في عمليات إزالة السموم من الجسم وتطهيره من الفضلات السامة، ولذلك ويشعر الإنسان بالارتياح والرشاقة.
وللطاقة الموجودة في جسم الإنسان مولدات تزود الأعضاء الحيوية فيه بطاقة الحياة، وعندما توفر جزءاً كبيراً من هذه الطاقة بسبب الصيام والامتناع عن الطعام والشراب، وتوفر قسماً آخر بسبب النقاء والخشوع الذي يخيم عليك بسبب
صبام شهر رمضان المبارك، وتوفر طاقة كبيرة بسبب الاستقرار الكبير بسبب التأثير النفسي للصيام، فإن هذا يعني أن الطاقة الفعالة لديك ستكون في قمتها أثناء الصيام، وتستطيع أن تحفظ القرآن مثلاً بسهولة
أكبر، أو تستطيع أن تترك عادة سيئة مثلاً لأن الطاقة المتوافرة لديك تؤمن لك الإرادة الكافية لذلك.
ومولدات الطاقة في جسم الإنسان تعطلها السموم المتراكمة نتيجة الممارسات الخاطئة في الحياة اليومية مما يؤدي إلى الأمراض نتيجة للخلل في تزويد الأعضاء الحيوية بالطاقة.
ويعتبر الصيام ضروريا لكل إنسان من أجل طرد السموم من الجسم التي هي سبب كل الأمراض لتراكمها خلال حياته اليومية، ولذلك فهو دواء لكثير من الأمراض. كالضغوط النفسية، الوزن الزائد، الشهوة الجنسية،
الشيخوخة، التدخين، أمراض المفاصل، ضغط الدم، السكري، الربو، أمراض القلب والشرايين، الربو، أمراض الكبد، أمراض الجلد والكلى والأمراض الخبيثة مثل السرطان. كما أن الصوم يعتبر السلاح الأول في الطب الوقائي
نخلص إلى القول بأن ديننا الحنيف لا يحثنا على القيام بشيء إلا فيه منفعة لنا ولا ينهانا عن أمر إلا فيه ضرر لنا، ولذلك قال سبحانه وتعالى (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .
أحمد فايز عبد المعطي - محرر صفحات إنترنت- إدارة الإعلام الرقمي للتلفزيون والإذاعة