رحلات خيالية في بحار المخرج الإمارتي محمد سعيد حارب
مخرج إماراتي شاب واجه العديد من الصعوبات حتى وصل إلى حلمه الذي رسمه في مخيلته منذ أن كان صغيراً، بأن يصبح صانع مسلسلات رسوم متحركة في دولة الإمارات، فاجتهد كثيراً وسار وراء أهدافه وطموحاته، حتى استطاع تحقيق الحلم مع المسلسل الشهير «فريج»، وأصبح أول صانع عمل كرتوني إماراتي , هو المخرج محمد سعيد حارب ، درس في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على شهادة الفنون العامة وفنون التحريك. وعمل كثيراً لكي يحقق حلمه بإخراج سلسلة رسوم متحركة رائدة على مستوى منطقة الشرق الأوسط وتعتمد على أحدث تقنيات التحريك ثلاثية الأبعاد .
وخلال مؤتمر صحفي لإطلاق عمله الرمضاني "مندوس" التقينا معه ليتحدث لنا عن عمله الجديد قائلاً:
«مندوس» كلمة إماراتيه عتيقة، وتعني الصندوق الخشبي المزخرف القديم، الذي توضع فيه المقتنيات القديمة والأشياء الثمينة، وفي العادة تعطيه الجدة أو الجد هدية للأحفاد، ويضعان فيها الأغراض التراثية منها.
أما المسلسل الكرتوني «مندوس» فاستهدف فيه شريحه الأطفال، الذين سيكونون خلال رمضان على موعد مع شخصياته «ميره» و«محمد» ليتعلموا منهما قبسات من التراث المحلي وبيئاته المختلفة.
وبحسب ما أكده محمد سعيد حارب لـ «شبكة قنوات دبي »، التي قال في حواره معها «إن أول ثلاثة مواسم من (مندوس) أصبحت جاهزة للعرض»، مشيراً إلى أن "مندوس" سيعرض حصرياً على شبكتنا من خلال قناة دبي الأولى وسما دبي .
أحداث «مندوس» كما قال حارب تدور حول ميره ومحمد اللذين يذهبان للعيش عند جدهما بسبب انشغال والديهما في سفر دائم بسبب طبيعة عملهما، لتبدأ ميرة وأخوها محمد بخوض تجربة مثيرة يتعرفان فيها على «مندوس» جدهما، ويكتشفان أنه ينطق ويطير، ويحتفظ بكل الأشياء التي يتعلمانها من جدهما عن تراث الإمارات.
وحول هذا العمل، قال حارب: «مسلسل مندوس من إنتاج مركز الجليلة لثقافة الطفل الذي تترأسه حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، ويركز هذا العمل على تعليم الأطفال التراث الإماراتي والمصطلحات التراثية وأسماء الرياح والطيور والأسماك وأنواعها.
وكذلك أسماء السفن في الدولة»، مشيراً إلى أن «مندوس» مسلسل متعدد المواسم، قائلاً: «تم الانتهاء حتى الآن من إنتاج 3 مواسم، الأول يركز على التراث البحري والثاني يتناول البيئة الصحراوية، فيما يدور الثالث في الفريج».
كما صرح حارب بأن طبيعة «مندوس» تختلف كثيراً عن «فريج» فمواسمه الأولى تستهدف الأطفال من 5 – 8 سنوات، ويؤكد حارب أن الخطوة التالية في «مندوس» ستكون إنتاج حلقات منه تستهدف الشريحة الواقعة بين 10 – 15 عاماً، منوهاً بأن كل موسم يتألف من 15 حلقة بواقع 9 دقائق للحلقة الواحدة.
وعند سؤالنا هل "مندوس" سينافس "فريج" كونهما سيعرضان في الموسم الرمضاني ؟ أجاب المخرج الإمارتي محمد سعيد حارب أن «(مندوس) لا ينافس (فريج) بأي حال من الأحوال، ورغم أن كليهما موجه إلى العائلة، إلا أن لكل واحد منهما شريحته.
وهو ما يمكن أن نلمسه في لغة الحوار التي تدور في العمل»، معتبراً أن «مندوس» مسلسل تثقيفي تعليمي للأجيال حول تراث الدولة، مؤكداً أن كافة المعلومات الواردة فيه تم تدقيقها من قبل الباحث التراثي جمعة بن ثالث.
وأضاف حارب أنه إلى جانب عرض "مندوس على الشاشة الفضية ، تم أطلاق مجموعة تطبيقات «مندوس» التي تتضمن في موسمها الأول 10 ألعاب، مستوحاة من البيئة البحرية الإماراتية، وأكد حارب أن هذه التطبيقات ستواكب المواسم المقبلة من «مندوس» والتي ستكون خاصة بالبيئة الصحراوية والفريج.
وأوضح حارب أن «مندوس» يتكون من 15 حلقة تولى كتابتها وإخراجها بنفسه ,ومن إنتاج شركته، فيما تولى مسألة رسم الشخصيات الكرتونية، الرسام محمد السويدي، موضحاً أنه يتعاون معه للمرة الأولى، لاسيما أنه مميز، وذلك تحفيزاً منه للمواهب الجديدة، وإعطائها الفرص لإظهار إبداعاتها في عالم الكرتون.
العمل سيظهر بأفضل التنقيات العالمية من ناحية الصوت والصورة، وكذلك الشخصيات والرسم ,وأشار حارب إلى أن تحضير العمل استغرق قرابة العامين ونصف العام تقريباً.
كما أضاف حارب أنه وبالتزامن مع عرض المسلسل ستطرح في الأسواق منتجات مدرسية و ألعاب للأطفال من خلال استخدام شخصيات المسلسل .
وعند سؤالنا له فيما إذا سيكون هناك عمل مسرحي باسم "مندوس" وعد حارب بأن العمل المسرحي سيُطلق في عيد الأضحى متمنياً أن يستطيع الوصول إلى بناء مدينة أحلامه "مندوس" والتي ستنافس مدينة ديزني.
من جهة ثانية يُذكر أن المسلسل الكرتوني "مندوس" سيُعرض على شبكة قنوات دبي وسما دبي في الموسم الرمضاني المقبل.