المخدرات .. آفة العصر .. هادمة العقل والجسم والمجتمع
يقول سبحانه وتعالى ﴿لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم﴾..التين، أي لقد خلقنا الانسان على أحسن الهيئات، ويقول عز وجل في كتابه العزيز ﴿وَإِن تَعُدّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنّ اللّهَ لَغَفُورٌ رّحِيمٌ﴾النحل18 ، ومن أعظم هذه النعم نعمة العقل، ولكن للأسف يسيء الكثير من الشباب اليوم لأنفسهم ولأجسامهم ولعقولهم سواء بتعاطي الكحول أو المخدرات معتقدين أنهم أصحاب هذا الجسد، ولا يعرفون بأنهم مؤتمنون عليه وبأن الله سبحانه وتعالى أمرهم بالحفاظ عليه من كل ضر أو سوء، فيعطلون عمل العقل وينقادون وراء الشهوات والهفوات.
ويعتبر إدمان المخدرات من أخطر المشكلات التي تصيب الفرد والمجتمع على حد سواء، فأضرار تعاطي المخدرات لا تمس المدمن فقط، بل تمتد آثارها لتلحق أضرارًا اجتماعية واقتصادية بعائلته والمجتمع. فما هي هذه الأضرار والمخاطر ؟
أضرار المخدرات الصحية:
- الاصابة باضطرابات في القلب، وارتفاع ضغط الدم الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث انفجار الشرايين.
- التعرض لنوبات الصرع إذا توقف الجسم عن تعاطي المخدر فجأة.
- حدوث التهابات في المخ والتي تؤدي إلى الشعور بالهلوسة وأحيانًا فقدان الذاكرة.
- تليف الكبد وبالتالي زيادة نسبة السموم في الجسم.
- اضطرابات الجهاز الهضمي وفقدان الشهية مما يؤدي إلى الهزال والشعور بعد الاتزان.
- التأثير السلبي على النشاط والاداء الجنسي.
ومن أضرار المخدرات الصحية أيضًا ضعف الجهاز المناعي والصداع المزمن، وفي حالة الحمل قد تتعرض المرأة الحامل لحدوث فقر الدم وإجهاض الجنين وقد يمتد الأمر لحدوث عيوب خلقية للأجنة.
أضرار المخدرات النفسية والعقلية:
- حدوث تغيير في تركيبة المخ بالإضافة إلى حدوث خلل في الطريقة التي يعمل بها.
- ظهور العديد من السلوكيات السلبية على متعاطي المخدرات مثل سرعة الاضطراب والشعور الدائم بالقلق.
- السلوك العدواني تجاه الآخرين.
- صعوبة التوقف عن إدمان المخدرات بصورة منفردة.
- الوفاة نتيجة الجرعة الزائدة.
بالإضافة إلى أضرار أخرى قد تصيب المجتمع كحوادث الطرق ولجوء المدمن إلي السرقة وربما إلى القتل أحيانًا، وانتقال الأمراض الفتاكة بين المتعاطيين الذين يتبادلون حقن الإبر بالإضافة إلى الأذى الذي يلحقه المدمن بنفسه، فقد يصل الأمر أحيانًا إلى إقبال مدمن المخدرات على الانتحار.
ولا يسعنا إلا أن نقول لابناءنا الشباب المسلم هذا المجتمع لا يرضي بمثل هذه العادات ، لا من الناحية الدينية ، ولا من الناحية الاجتماعية، ولا الناحية الأخلاقية، فنحن بحمد الله تعالى مجتمع مسلم، والإسلام لا يرضي للمسلم هذه العادة التي تضره، قال الله تعالى ﴿لاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً﴾ ، وقال سبحانه وتعالى ﴿وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾.